ضاع حبك؟ فقد تصبح عظيماً!

أغلب قصص الحب الأول فاشلة ولها نهايات تعسة.... تحطم قلوبا.... تضيع أحلاما..... وكأننا نحب للأول مرة لنتعذب فقط!!!!!! كان صديق أخي الصغير طالبا في إحدى الكليات النظرية -يعني ملهاش مستقبل- وكان يحب فتاة في نفس سنه ولكنها في كلية من كليات القمة وقرر التقدم لطلبها للزواج من أهلها لما لديه من إمكانيات تجعله قادراً على الزواج بمجرد إنهاء دراسته.
وجاء اليوم الموعود وذهب لمقابلة والدها ليصدم برفض والدها له لأنه
أقل منها تعليماً فهو كلية نظرية وهي كلية عملية!!! حاول صديق أخي كثيراً هو ووالده إقناع والدها وحاولت هي من ناحية أخرى أن تضغط عليه لكن دون جدوى.

أتى إلى منزلنا يشكو لأخي ما حدث وتمنى لو كان مكانه في كلية الطب ولكن لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب وقتها تدخلت في الحديث حيث أني تذكرت مقال كاتبي المفضل أنيس منصور لعله يخفف عن صديقي أخي حزنه ويبعث في قلبه الأمل في غدٍ أفضل.
يقول أنيس منصور في مقاله:
وراء الناجحين حبٌّ فاشلٌ حيث أن الشيخ سعد زغلول، الذي صار زعيم مصر بعد ذلك. كان طالباً في الأزهر. وفي يوم نظر من النافذة فوجد جارته جميلة. فاكتفي بالنظرة الأولى. وتحرك القلب والتهب. وتقدم الشيخ سعد زغلول يطلب يد الحسناء، فاعتذر أبوها دون حاجة إلى إبداء الأسباب. فأين الشيخ سعد من أبيها الغني صاحب الحسب والنسب. ولم يطق سعد زغلول صبراً فترك حي الأزهر، وعمل محامياً، وخلع الجبة والقفطان والعمامة وصار الأفوكاتو سعد زغلول أفندي، وتقدم لبنت مصطفى باشا فهمي رئيس الوزراء. ووافق الباشا وكانت زوجته هي (صفية زغلول) أم المصريين.

وكان لأستاذنا الفيلسوف د. عبد الرحمن بدوي حباً وحيداً، وكان حريصاً على كتمانه. ولكنه في آخر أيامه وضع هذا الحب عن قلبه، وقال رغم تعدد الغراميات في حياته هنا وفي باريس إلا أن هذا هو الحب الأول والأخير.. وزعيمنا جمال عبد الناصر تقدم لفتاة كان يحبها فرفضه والدها دون إعطاء أسباب وكان وقتها مازال ضابطا صغيرا وكذلك معمر القذافي
!
وأما الشاب تشرشل فأحب فتاة من النبلاء. بعث إليها بعشرات الخطابات. فلم ترد. بعث إليها من يقول أنه يريدها زوجة فاعتذرت، وأخيراً عرض أحفاد هذه النبيلة رسائل تشرشل إليها في مزاد علني، فاشترى أحفاد تشرشل هذه الرسائل الغرامية العنيفة! فهي بيعت في مزاد علني لا لأنها لبنت النبلاء ولكن لأنها من تشرشل.
اقول لاخواتى : كل هؤلاء العظماء تم رفضهم, ومن رفضوهم رفضوا حاضرهم، لأنهم لا يعرفون مستقبلهم. ولو عرفوا ما رفضوا !
ممكن تقول : أنا لا أستطيع أن أنساها أو حتى أتخيل ذلك ,او مقدريش اعيش من غيره .
اقول لك : لعلك لا تعلم أن تشاء الصدفة أن الرجل الذي رفض الشيخ سعد زغلول زوجاً لبنته يقيم لسعد زغلول باشا حفلاً بمناسبة عودته من أوروبا.
وقال الذين عرفوا غرام سعد باشا أن الرجل كان مهموما وكان يتمنى أن يرى المحبوبة وحدها أو مع زوجها. وكان يتلفت يمينا وشمالا، ولم يكن سعيدا تماما بحفاوة الأب الذي نسي أنه رفضه. ولكن الباشا لم ينس ويقول الذين شاهدوه في تلك الليلة إن دمعتين نزلتا من هنا ومن هناك من عيني الباشا سعد حزناً على الشيخ سعد..

حتقول ومن أين عرفت هذا؟
حقول لك: لقد قرأت هذا في مقال أنيس منصور ولم يكن سعد زغلول وحده من لم يستطع نسيان محبوبته وحبه الأول فلقد قال أنيس منصور في مقاله "يقول أستاذنا توفيق الحكيم إن د.طه حسين لم ينس حبه الأول! ويقول الشاعر كامل الشناوي إن توفيق الحكيم لم ينس حبه الأول. وأقول أنا إن كامل الشناوي لم ينس حبه الأول والحقيقي لإحدى المدرسات التي كان يبعث معا إليها خطابات وورداً.."
فلا تحزن على حب قد ضاع فقد يذكرك التاريخ كما ذكر هؤلاء وتكون واحدا ممن يكتب عنهم أنيس منصور "وراء الناجحين حب فاشل" هل فكرت بهذا الأمر وأنه قد يكون يوماً عظيماً ورائه حب فاشل.
* قد تعشق هذا الجسد أو تمقته، لكنه لن يكون لك سواه طوال حياتك في هذه الدنيا الدنيوية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق