المرأة الجادة الصارمة، التي تضع نظاما دقيقا لحياتها تسير عليه، وتحسب الزمن بالدقيقة والثانية، غالبا ما يرفضها الرجل لتكون شريكة حياته، فهي متحفظة لكل حرف تنطقه، وكثيرا ما تؤرقها نفسها فتلومها وتعاتبها، وربما عاقبتها إن أخطأت! .. العلماء يصفون صاحبة هذه الطباع بالشخصية القهرية، ورغم ذلك فإنهم يدعون كل زوج للارتباط بهذه النوعية من الزوجات والاطمئنان..!
لكن العلماء أيضا وضعوا للأزواج أسلوبا للتعامل مع هذه النوعية من الزوجات، فقد أكدت العديد من الدراسات أن الحياة مع هؤلاء الزوجات الأشبه بالشخصيات النموذجية الحازمة تشكل 35 % من أسباب الطلاق، وفي أبسط صورها تمثل خطرا على الحياة الزوجية إن لم يحسن التعامل معها.
وهذه مواصفات الشخصية الحازمة بمزاياها وعيوبها:
مشكلة الشخصية أو الزوجة القهرية تكون مع نفسها، فهي تريدها ملتزمة، ومنضبطة أكثر وأكثر، كما توضح الدكتورة علياء عبد الراضي أستاذة الطب النفسي ، فهذه الشخصية تضع نظاما صارما لحياتها لا تحيد عنه، وكأنها تمشي على خط مستقيم، تحسب الزمن بالثانية، والمسافات بالملليمتر، واعية لكل حرف تنطقه وليس كل كلمة! وإن أخطأت في حق نفسها لامتها، وعاتبتها، وعاقبتها، وأبدا لا تسامحها!
وهذه الدقة الصارمة تدفعها إلى عدم فتح باب التفاؤل على مصراعيه، حيث تدعو ذاتها للحذر، لوزن الأمور وتقليبها، ودراستها بدقة، ودائما ما تتصف باليقظة والانتباه؛ حتى لا تخرج عن الخط، مطمئنة أن كل شيء في موضعه، وكل يسير وفق الخطة وتحت السيطرة الكاملة.
شحيحة البسمات
ويحذر الدكتور إسماعيل هذه الزوجة من إن الناس مختلفون، متنوعون في عاداتهم، وسلوكياتهم، وتعاطيهم مع الحياة، يتمتعون بنسب معينة من الفوضى والنظام، الالتزام والتسيب، الجدية والإهمال، اليقظة والتراخي. ولا يمكن بحال من الأحوال أن نتوقع منهم جميعا الأداء الذي يتفق مع تصوراتنا وتوقعاتنا من أداء أمثل، وبالتالي لا يمكن محاسبتهم بمقياس واحد.
وتحذير ثانٍ يوجه لهؤلاء الزوجات: اتركن لمن حولكن مساحة أو مسافة ما بين الحد الأدنى والحد الأقصى، بين المثالي والأداء المقبول الذي يفي بالغرض دون إهمال أو تسيب أو فوضى أو عشوائية، باختصار عليكن أيتها الزوجات القهريات أن تتجاوزن عن الأخطاء غير المقصودة لأزواجكن وأبنائكن، خاصة إذا لم يكرروها.
صراع دائم
وهناك صفات أخرى حساسة تدخل نطاق الحياة الزوجية مثل: النظافة، أسلوب التربية، تناسق المظهر، تناول الطعام، النظام داخل البيت، طرق التعامل مع الجيران أو الأقارب، والتعامل مع الأولويات وما بعدها!
وبطبيعة الحال كل هذا يؤدي إلى توتر العلاقة بالبيت، ومع الزوج والأبناء، وقد يتطور الأمر إلى صراع وحالة دائمة من الضيق، بعدها يأتي الفتور الزوجي والتباعد النفسي، فيدير أحدهما ظهره للآخر، متجها بمشاعره وأفكاره واهتماماته بعيدا عن أسرته: الزوجة لأن زوجها رفض الالتزام بقوانينها، والزوج لعدم تقبل زوجته له بما هو عليه.
وفي كتاب "كيف تكون عظيما؟" أفرد الدكتور عادل صادق الطبيب النفسي للشخصية القهرية بابًا، تحدث فيه عن مشاعرها كيف تكون؟ فقال: هي متحفظة في التعبير عن مشاعرها، بل شحيحة في عواطفها، وثمة طقوس معينة تحاصر العلاقة الحميمية، والخوف أن تؤدي في النهاية إلى التباعد الفعلي، وصاحبة هذه الشخصية تعاني في كل الأحوال من القلق والتوتر والاكتئاب والإحباط وهبوط المعنويات، كما يضطرب نومها فتصاب بالأرق المزمن، وقد تتحول إلى مستهلك دائم للعقاقير المهدئة إن لم تجد استجابة معتدلة لصفاتها الشخصية المتحفظة.
كيف تعامل زوجتك القهرية؟
- زوجتك القهرية ليست بالضرورة شخصية مرفوضة يصعب التعامل معها؛ فهناك جانب إيجابي تتمتع به يتمثل في ضميرها الحي القوي الذي يحاسبها -أو تحاسب به نفسها- حسابا عسيرا؛ فتلومها على كل شيء لدرجة تشعرها بالألم والخزي إن أخطأت، وهذا قد يشعرك بالأمان والثقة.
- هي أمينة في تعاملاتها المادية، أمينة على عملها، صادقة الوعد، لا تكذب، ولا تغش، ولا تخدع، ولا تزور، ولا تتجمل، ولا تنافق أحدا. لا تملك في كلامها إلا الحقيقة المجردة، لدرجة من الممكن أن تتسبب في الإحراج أحيانا، وهذا قد يفيدك بشكل مباشر إن كنت خجولاً من مواجهة من حولك.
- كن مطمئن البال وامش وراءها مغمض العينين، وائتمنها على قلبك ومالك دون حاجة إلى عقود مكتوبة، أو موثقة.
- لا تُصَعِّد المواجهات الحادة بينك وبين زوجتك القهرية؛ فدرجة تسيبك العالية، والتزامك القليل، ليست مستحبة في كل الأحوال.
- اتفق معها منذ البداية على الحد الأدنى -وليس الأمثل- الذي يقلل من درجة الصراع والمواجهة.
- تعرف على مفاتيحها، سماتها؛ فهذه بداية نجاحك معها، وبالتالي تعامل معها بلباقة، وحساسية، ورقة، بعدها تحصل على أفضل الاستجابات التي تحقق رضا الطرفين، وتجعل الحياة تمضي في ظلها بسلاسة
حنانك يقي زوجك الأمراض
وتتوجه الدكتورة فاطمة الشناوي استشاري العلاقات الأسرية والزوجية بالنصيحة للأزواج بمراعاة بعض الأمور والسلوكيات حتى تضمن حب زوجتك لك وسعادتكما معاً ، ومن هذه النصائح :
- احذروا الملل والروتين في الحياة الزوجية ، فالتعود علي وضع يومي وتكرار نفس الأحداث والموضوعات والمشاكل والطلبات تقتل حيوية الحب وتفقد العلاقة الزوجية رونقها ، لابد من التجديد.
- ابتعدا عن سرد المشاكل في بداية اليوم أو عن تناول الطعام قبيل النوم مباشرة ، وحددا يوماً في الأسبوع للخروج معاً ، حتى لو للمشي علي ضفاف النيل أو لحديقة واسعة ، ويمكنك الحرص علي فتح إذاعة الأغاني بصوت منخفض في البيت ، واجعلا الكلمات الرقيقة مرادفات متداولة في الحديث بينكما.
- تقرب من زوجتك وشاركها اهتماماتها واصغ لحديثها ، فإصغاؤك إليها يعطيها الإحساس بأنك مهتم بها وبأدق تفاصيل حياتها ، فالنساء يستمتعن بسرد تفاصيل المواقف التي تواجهها وكيفية التصرف معها وانفعالاتها تجاهها.
- اظهر إعجابك لها ، فالمرأة تعشق أن تشعر بأن زوجها معجب بها ، بأسلوب تفكيرها بشخصيتها بأناقتها. بطريقة تصفيف شعرهاپوبذوقها. وبخفة ظلها وروحها الشخصية التي تميزها. أو بمستواها العلمي أو الثقافي.. فهي دائماً تنتظر من الزوج كلمة إعجاب وهمسة إطراء.
المصدر :
_كتاب كيف تكون عظيما؟
_دراسة أعدها المركز القومي للبحوث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق