بطريقة بسيطة كيف تشرح الأفكـار المعقدة (كالتقنيـة)ليفهمها الجميـع

بطريقة بسيطة كيف تشرح الأفكـار المعقدة (كالتقنيـة)ليفهمها الجميـع

سواء كنت تعمل فى الدعم الفنى أو مجرد باحث يسعى دائما لتعليم أصدقاءهما يتعلمه، أو حتى أستاذاً جامعياً تريد أن يفهم طلابك موضوعاً صعباً، إليك بعض هذه الطرق التى ستساعدك على إيصال فكرتك لجمهورك …
مهما كنت محترفاً فى مجالك تضطرك أحياناً بعض المواقف لشرح أمور معقدة لأناس ليس لهم صلة بهذه الأمور ، ربما تكون عالماً عليه أن يشرح الـ (دى إن ايه) لجدته ، أو تقنى محترف تحاول أن تشرح الشبكات لأحد عملائك ، أو حتى محاضراً تشرح نظرية النسبية لأينشتاين …فبغض النظر عن ماذا تشرح هناك بعض النقاط التى إن اتبعتها ستمكنك من فعل ذلك بطريقة سهلة عليك وعلى من تشرح له ، وسأحاول أن أضرب لك بعض الأمثلة التقنية مع العلم أن هذه الطرق عامة لا تعتمد على ما تشرحه..تابع معى
أسألهم عما إذا كانوا يريدون التعلم
يبدو سؤالاً سخيفا ولكنه أول شيئ عليك أن تفعله قبل أن تستغرق فى شرح آلية عمل شيئ ما كموتور السيارة مثلاً .. عليك ان تسأل ما إذا كان الشخص يريد أن يتعلم ، وبوجه عام إن كانت لديه النية للتعلم سيكون مقدار فهمه أفضل وتركيزه أكثر وسيؤثر عليه ذلك فى حياته العملية بعد ذلك ..
وللأسف إن هذه النقطة بالذات تعد مشكلة كبيرة فى الجامعات وسببها هو نظام التعلم بالدرجات، فأصبح هدف الكثيرين هو تحصيل هذه الدرجات بعيداً عن شغفه بالتعلم واستكشاف ما هو جديد كل ما عليك الآن عند شرح موضوعاً ما هو أن تحفز هذه النية والعزم لمن تشرح له ، مثلاً عند شرحك للشبكات بادئ ذى بدئ اشرح أهميتها ثم أسألهم هل يريدون أن يتعرفوا أكثر على هذا الموضوع الشيق ، تذكر أن بدون هذا التحفيز والنية للتعلم سيصيبهم الملل ولن يفهموا شيئاً ..
أجعل الأمر مهماً بالنسبة لهم
الفطرة لدينا أننا نتعلم أفضل وبإهتمام أكبــر عندما يتعلق الأمر بنا مباشرةً ، عند شرحك لموضوع معقد فالأفضل أن تستغل فطرة جمهورك وما مدى تعلق هذا الموضوع بهم وبحياتهم ومدى تأثيره عليهم ..
أذكر منذ فترة قريبة أنى لم اهتم بعلم تحليل البيانات إلا عندما شاهدت فيديو على موقع تيد تشرح فيه سيدة تقنية كيفية عثورها على فتى أحلامها على موقع للتعارف، وكل ما فعلته أنها قامت بعمل تحليل لبيانات اكثر البروفايلات التى تجتذب به فتى بمواصفات فتى أحلامها فى الواقع كانت أكثر إحترافية حتى أنها استخدمت الخوارزميات فى هدفها هذا..

مهما كان الأمر معقداً لتشرحه أجعله مهماً ومرتبطاً بحياة جمهورك .. التقنية كمثال يمكنك إستغلال رغبة الناس فى الحماية والخصوصية أو حتى البساطة..
سأضرب لك مثالاً تقنيـاً.. فلنفرض أنك تقوم بالدخول يومياً على عشرات المواقع (فيسبوك ، جيميل ، تويتر ، كورسيرا ، موقع بنكى….إلخ ) ولنفرض أنك لا تعلم شيئاً عن تطبيقات إدارة كلمات السر (لاست باس كمثال)..والأمر المتوقع الآن أنك تستخدم كلمة سر واحدة لكل تلك المواقع .. كل ما سأفعله هو أن أشد إنتباهك لمخاطر معرفة كلمة السر خاصتك .. وإن كنت متابعاً لأخبار التقنية ستعرف بالفعل أنها مخاطر لا يستهان بها.
حاول أن تجعل الموضوع يتعلق بهم مباشرة وباقى الشرح سيصبح أسهل
الحيلة الآن أنى جعلت الأمر يخص حمايتك ، خصوصيتك وحياتك حينها يمكننى أن أنطلق فى الشرح وكل تركيزك معى ..إذا كنت ممن ينسى كلماته السرية معظم الوقت ، سأخبرك أن تطبيق إدارة الكلمات السرية سيجعل حياتك أيسر بأن يضع جميع كلماتك السرية فى مكان واحد ..إن كنت تخشى من إختراق حساباتك فهذا التطبيق سيجعلها أكثر أمناً ..أعتقد الآن أنك أكثر إهتماماً بتطبيقات الحماية ربما سأشرع فى شرح (تو فاكتور أوثونتاكشن) أو موضوع أمن الإنترنت كله…
يمكنك مشاهدة هذا الفيديو لتتعلم أكثر حول تلك الطريقة لجذب إنتباه جمهورك ..


أشرح مبادئ الموضوع مستخدماً تفاصيل يعرفونها مسبقاً
تعتبر استراتيجية ربط الأفكار بتفاصيل يعرفها الأشخاص مسبقاً من أشهر الإستراتيجيات لتوضيح فكرة معينة منذ أيام سقراط ، ومازالت متداولة الآن لأنها من أفضل التقنيات لتبسيط المواضيع المعقدة ، كل ما ستفعله أنك ستبحث عن معلومات متعلقة بالذى تشرحه يعرفها جمهورك بالفعل ثم ستبدأ الشرح من تلك المعلومات سأضرب لك مثالاً..
فلنفرض أنك تعمل فى مجلة على الإنترنت وتعيش منها ، وسألك جدك عن عملك ماذا ستفعـل ؟ .. يمكنك أن تشرح له معنى (بوست) أو حتى تأخذ وقتاً حتى تفهمه ماهية (المدونة) أو تستغرق فى شرح كيفية عمل إدارة محتوى المجلة أو (الأر اس اس فيد) !
إذا فعلت هذا فقد أخترت الطريق الأصعب ، فهو فى الغالب لم يسمع عن أى شيء مما تشرحه له …ربما يمكنك تبسيط ذلك بكلمتين ” أعمل بمجلة ولكنها على الإنترنت “ حينها سيفهم الفكرة الأساسية !! إنها أبسط مما كنت تظن أليس كذلك ولكنها ستصل بك إلى هدفك ..
كلما استخدمت معلومات هم يعرفونها مسبقاً كلما كان فهمهم لما تشرحه أفضل
حدد التفاصيل التى عليك تجاهلها
عندما تكون خبيراً فى موضوع ما تعرف مبادئه وتفاصيله فإنه من السهل الإعتقاد بأن كل تفصيلة ولو كانت صغيرة مهمة لتشرحها، ولكن عند محاولتك لشرح ذلك الموضوع لشخص آخر ليس مألوفاً لديه عليك أن تسقط بعض التفاصيل المحددة ، تفاصيل ليست مهمة بقدر الفكرة الرئيسية التى تريد أن يفهمها ، ويمكنك بالطبع أن تشرحها فيما بعد. 

  مثلاً عند شرحك للشبكات اللاسلكية كمثال ستبدأ فى شرح الفكرة الأساسية كوظيفة الروتر أو الكابلات أو أجزاء الشبكة وستترك التفاصيل الأقل أهمية (بالنسبة له) كالترددات أو نظرية الميكروويف .. فمهمتك الرئيسية هى أن تشرح المبادئ الصعبة والمصطلحات الغريبة أو عمليات محددة نادراً ما تهمه ففى غالب الأحوال من الممكن أن تستخدم مصطلح (كابل) بدلاً من (يو اس بى) أو مصطلح (موقع) بدلاً من (يو أر ال) ..
تخطى التفاصيل التى ليس لها التأثير المباشر لحياة الشخص أو الفكرة التى تشرحها
دعهم يتعلمون بالممارسة كلما كان ذلك ممكناً
تعليم شخصاً ما صعب بما فيه الكفاية ، لكن هل حاولت تعليم شخصاً ما شيئاً على الكمبيوتر سأخبرك شيئاً، ليس من الصعب عليك أبداً الجلوس مستريحاً فيما تخبره ماذا يفعل هو على الكمبيوتر، إذا أردت أن تعلم شخصاً مبادئ شيئاً ما وتريده أن يفهمه فهماً عميقاً دعه يفعله بنفسه، ربما لا يتاح هذا دائماً لكن إذا كنت تعلمهم شيئاً يمكنهم ممارسته دعهم يفعلون ذلك ..
فلنأخذ مثالاً بسيطاً على ذلك…
تهيئة تطبيقات كمبيوتر لأول مرة ، سهل عليك أن تقوم بتشغيل تحديثات التطبيقات وتقوم بإعداد البرامج والتوصيفات و تحميل أفضل البرامج لشخص ما، ولكنها ليست أفضل من أن تجلسه أمام الكمبيوتر وتقوم بشرح كل جزء على حدا، لذلك قم بمقاومة رغبتك الشديدة بإمساك الفأرة وتولى المسئولية وخذ نفساً عميقاً واشرح للمرة العاشرة مكان رابط التحميل ..الشيئ ذاته ينطبق على أشياء أخرى كثير كأعمال النجارة أو تصليح سيارة ..

خذ قسطاً من الراحة ودعهم يستكشفون الأمر بأنفسهم
تكمن فكرة شرح المواضيع المعقدة للناس فى إيجاد أسهل طريقة يمكن فهمها لديهم، كل طريقة من التى قمت بشرحها تقوم على المبدأ نفسه، ولكنها لا تعمل مع كل شخص أو مع كل موقف، فطرق الشرح تعتمد على ماهية ما تشرحه ومن تشرح له، فعليك عزيزى القارئ أن تحدد ما الطرق التى ستخدمك فى الشرح ..
هــل لديــك أفكــار لوسائــل تعليميــة أخــرى لتبسيــط التقنيـــة تشــاركنــا بها ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق