الفتاة الشابة كائن اجتماعي فهل من الممكن أن تعيش في عزلة تامة؟
ذكرت رئيسة قسم العلوم الإنسانية د: مارسيا توستا جامعة ماناوس رداً عن هذا السؤال: «إن بناء الصداقات بين الفتيات قبل سنوات كان أسهل بكثير مما هو عليه الآن؛ لجملة من الأسباب، على رأسها تطور الحياة، وانشغال الناس بمصاعب الحياة العصرية».
وأضافت: انشغال الناس بشكل مفرط في عصرنا الحالي قد وضع صعوبات كثيرة في طريق بناء صداقات حقيقية، ويبدو أن مفهوم الصداقة بدأ يُستعاض عنه بألفاظ وتعابير أخرى ليس لها صلة بالموضوع، فالفتيات بدأن يتحدثن عن المعارف، ويتباهين بمعرفتهن لعشرات الأشخاص، وبدأ بعضهن يخلطن بالفعل بين الصداقات والمعارف، أو يرتبكن حول الفارق الكبير بين الأصدقاء والمعارف».
منافسة عصرية
وأكدت أن المنافسة في الحياة العصرية، إن كانت اجتماعية أو مهنية، تضع عائقا آخر أمام بناء الصداقات، فبرأيها أن أسوأ ما في المنافسة غير العقلانية انعدام عنصر الثقة، الذي يعتبر الأساس القوي لبناء الصداقات، وأضافت: «المنافسة بمعناها السلبي تجعل الصداقة سطحية للغاية، إن وجدت في الأصل، ويحضرني قول الكاتب الاجتماعي البرازيلي «ميلتون ناسيمينتو» الذي قال: «إن للصداقة الحقيقية سبعة مفاتيح في عمق القلب»، وبحسب رأي مارسيا فإن قول ميلتون ما هو إلا تفسير آخر للصداقة؛ وهو أن الصداقة السطحية تتعب أكثر من أن تريح الناس».
وأشارت مارسيا إلى أن المنافسة التي نتحدث عنها هي التي توجد في بعض الأحيان الصداقات السطحية، التي قد يتوافر فيها كل شيء باستثناء الثقة والمحبة، وقابلية الاعتماد على الآخر في أوقات الحاجة.
ماذا تفعلين؟
من الضروري أن تعرفي أن الناس بدأوا يبتعدون عن بعضهم دون أن يدركوا ذلك؛ لأن الاقتراب من بعض الناس في أيامنا هذه يعني للكثيرين اقتران ذلك بمصالح شخصية، ولكن وبرغم كل سلبيات العصر الحديث، فإنه بالإمكان بناء علاقات صداقة مع الآخرين، وإن كانت قليلة، وحسب تأكيد مارسيا فإن هذه النقطة تطرح موضوع النوعية في علاقات الصداقة وليس الكم. ولكي نبني هذه العلاقات هناك خطوات أساسية ينبغي اتباعها:
الخطوة الأولى:
إذا تعرفت على فتاة ما، فما هي الفكرة الأولى التي تخطر ببالك؟ إنه سؤال ضروري يجب أن تطرحيه على نفسك، هل الاندفاع نحو تلك الفتاة مرتبط بمصلحة مهنية؟ أم أن الاقتراب منها جاء لملاحظة وجود أوجه شبه بين الأذواق؟ أم للإحساس بأنه من الممكن أن تكون جديرة بالثقة؟ كل هذه التساؤلات تعتبر غاية في الأهمية؛ لمعرفة سبب الاندفاع نحو شخص، أو فتاة لمحاولة بناء صداقة معه أو معها، وإن لم تعرفي الإجابة عنها فإن الصورة تكون مرتبكة، وربما يتحول الأمر إلى مجرد حب معرفة الآخرين.
الخطوة الثانية:
يمكن أيضا وضعها على شكل تساؤل؛ ما هي أهمية الصداقة في حياتك؟
الإجابات عن هذا السؤال تتفاوت، فمنهنّ من يقلن إنه من الضروري أن يكون لأي إنسان أصدقاء جيدون، ومنهنّ من يتظاهرن أمام الآخرين بأنهن يمتلكن صديقات كثيرات، وهناك أيضا من سيقلن إنهن لم يعدن يؤمنّ بالصداقة. وهنا من الضروري، بحسب رأي مارسيا، أن تحددي موقفك من الصداقة، فإن كنت بحاجة لها فيجب ألا تتواني عن السعي وراء بناء صداقات.
الخطوة الثالثة:
ابحثي عن صداقات الطفولة، كما تقول الدكتورة مارسيا، فيمكن أن تكون ملاذا لبعض الفتيات؟
ولذلك تسعى بعضهن إلى البحث عن أصدقاء الطفولة، الذين أبعدتهم الظروف عن بعضهم. ويقال بهذا الخصوص إن صديق الطفولة، أو صديقة الطفولة لها مكانة خاصة في قلب كل الناس. وأضافت: «من المهم، إذا كان ذلك ممكنا، أن تبحثي عن صديقات طفولة كنّ عزيزات على قلبك».
الخطوة الرابعة:
عندما تصلين إلى حفلة ما أو مناسبة فيها الكثير من المدعوات، فإن احتمال بناء علاقة صداقة جيدة ربما تكون واردة. ولكن قبل ذلك يتوجب عليك البحث عمن هي مستعدة لتبادل الحديث الجيد، الذي ينم عن رغبة في بناء علاقة صداقة. وفي هذا الصدد أعربت مارسيا عن اعتقادها بأن معظم اللاتي يتبادلن الأحاديث في المناسبات إنما يردن فقط معرفة أناس جدد، وليس بهدف بناء علاقة صداقة. ولكن إذا كان البعض يريد الصداقة، فمن الضروري أن يعطي أهمية لمن ارتاح له في الحديث معه في المناسبة، وأن يبقى على اتصال مع ذلك الشخص فيما بعد.
الخطوة الخامسة:
هل تجيدين فن الاستماع للآخر؟ سؤال غاية في الأهمية، طبقا للدكتورة مارسيا؛ لأنه يمكن أن يضع حجر الأساس لبناء علاقة صداقة، وأضافت: «النساء يحببن أن يستمع إليهن الآخرون، ولكن هل جربن أن يستمعن هن للآخرين؟ وأشارت إلى أنه عبر الاستماع للأخريات بحرص وانتباه يمكن كسب قلوبهن؛ لأن الاستماع للآخر يعني أنك تعطين أهمية له ولشخصيته، سواء كان رجلاً أم امرأة.
إكراه الصداقة
كشفت لنا الدكتورة مارسيا عن دراسة، أطلقتها جامعة مانشستر البريطانية، قالت فيها: إن إنهاء علاقة صداقة حقيقية قد تكون أصعب وأشد ألما وحزنا من إنهاء علاقة عاطفية بين رجل وامرأة، ومشاعر الصداقة تكون على أشدها من سن التاسعة والعشرين وحتى المرحلة الثالثة من العمر، وهي تنطبق على الأصدقاء المتزوجين والعزاب والمطلقين والمنفصلين، وعلّقت مارسيا: «الكثير من العلاقات العاطفية قد تستمر عندما تكون الزوجة مجبرة على تحمل أعباء الزواج، بسبب الأطفال أو الارتباطات العائلية، في حين أنه ليس هناك إكراه في الصداقة، ولذلك فإن وقْع إنهائها يكون شديدا على الفرد، ونقلا عن الدراسة البريطانية فإن استطلاعات للرأي شملت عشرة آلاف من الرجال والنساء، أظهرت أن الرجال يحسبون لأمور الصداقة أكثر من النساء؛ لذلك فإن علاقات الصداقة عندهم متعددة ومتشعبة، ولكنها تتضمن الكثير من الصداقات الحقيقية، في حين أن النساء يفضلن نفس الصديقات، ولا يرغبن في توسيع دائرتها
اعداد :محمد
تعديل ومراجعة فريق صن رايز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق