عوامل وأساليب حل الأزمات:



لكي تنجح منظمة في الخروج من هذه الأزمات معافاة وبأقل الخسائر والأضرار عليها اعتماد منهجية علمية في التصدي للأزمة.


أولاً: الطرق التقليدية:

أهم هذه الطرق:
إنكار الأزمة: حيث تتم ممارسة تعتيم إعلامي على الأزمة وإنكار حدوثها، وإظهار صلابة الموقف وان الأحوال على أحسن ما يرام وذلك لتدمير الأزمة والسيطرة عليها. وتستخدم هذه الطريقة غالباً في ظل الأنظمة الدكتاتورية والتي ترفض الاعتراف بوجود أي خلل في كيانها الإداري. وأفضل مثال لها إنكار التعرض للوباء أو أي مرض صحي وما إلى ذلك. 
 كبت الأزمة: وتعني تأجيل ظهور الأزمة، وهو نوع من التعامل المباشر مع الأزمة بقصد تدميرها.
إخماد الأزمة: وهي طريقة بالغة العنف تقوم على الصدام العلني العنيف مع قوى تيار الأزمة بغض النظر عن المشاعر والقيم الإنسانية.

التقليل من شأن الأزمة: (من تأثيرها ونتائجها). وهنا يتم الاعتراف بوجود الأزمة ولكن باعتبارها أزمة غير هامة.
تنفيس الأزمة: وتسمى طريقة تنفيس البركان حيث يلجأ المدير إلى تنفيس الضغوط داخل البركان للتخفيف من حالة الغليان والغضب والحيلولة دون الانفجار.
تفريغ الأزمة: وحسب هذه الطريقة يتم إيجاد مسارات بديلة ومتعددة أمام قوة الدفع الرئيسية والفرعية المولدة لتيار الأزمة ليتحول إلى مسارات عديدة وبديلة تستوعب جهده وتقلل من خطورته.

ويكون التفريغ على ثلاث مراحل:
مرحلة الصدام: أو مرحلة المواجهة العنيفة مع القوى الدافعة للأزمة لمعرفة مدى قوة الأزمة ومدى تماسك القوى التي أنشأتها.
مرحلة وضع البدائل:وهنا يقوم المدير بوضع مجموعة من الأهداف البديلة لكل اتجاه أو فرقة انبثقت عن الصدام. وهذه العملية تشبه إلى حد ما لعبة البليارد.
مرحلة التفاوض مع أصحاب كل فرع أو بديل:أي مرحلة استقطاب وامتصاص وتكييف أصحاب كل بديل عن طريق التفاوض مع أصحاب كل فرع من خلال رؤية علمية شاملة مبنية على عدة تساؤلات مثل ماذا تريد من أصحاب الفرع الآخر وما الذي يمكن تقديمه للحصول على ما تريد وما هي الضغوط التي يجب ممارستها لإجبارهم على قبول التفاوض.
عزل قوى الأزمة: يقوم مدير وحدة الأزمات برصد وتحديد القوى الصانعة للأزمة وعزلها عن مسار الأزمة وعن مؤيديها وذلك من أجل منع انتشارها وتوسعها وبالتالي سهولة التعامل معها ومن ثم حلها أو القضاء عليها.

الطرق غير التقليدية:
وهي طرق مناسبة لروح العصر ومتوافقة مع متغيراته وأهم هذه الطرق ما يلي:
1- طريقة فرق العمل:

وهي من أكثر الطرق استخداما في الوقت الحالي ويتطلب الأمر وجود أكثر من خبير ومتخصص في مجالات مختلفة حتى يتم حساب كل عامل من العوامل وتحديد التصرف المطلوب مع كل عامل. وهذه الفرق إما أن تكون طرق مؤقتة أو تكون فرق عمل دائمة من الكوادر المتخصصة التي يتم تشكيلها، وتهيئتها لمواجهة الأزمات وأوقات الطوارئ.

2- طريقة الاحتياطي التعبوي للتعامل مع الأزمات:

حيث يتم تحديد مواطن الضعف ومصادر الأزمات فيتم تكوين احتياطي تعبوي وقائي يمكن استخدامه إذا وقعت الأزمة. وتستخدم هذه الطريقة غالبا في المنظمات الصناعية عند حدوث أزمة في المواد الخام أو نقص في السيولة.

3- طريقة المشاركة الديمقراطية للتعامل مع الأزمات:

وهي أكثر الطرق تأثيرا وتستخدم عندما تتعلق الأزمة بالأفراد أو يكون محورها عنصر بشري. وتعني هذه الطريقة الإفصاح عن الأزم وعن خطورتها وكيفية التعامل معها بين الرئيس والمرؤوسين بشكل شفاف وديمقراطي.

4- طريقة الاحتواء: أي محاصرة الأزمة في نطاق ضيق ومحدود ومن الأمثلة على ذلك الأزمات العمالية حيث يتم استخدام طريقة الحوار والتفاهم مع قيادات تلك الأزمات.

5- طريقة تصعيد الأزمة:
وتستخدم عندما تكون الأزمة غير واضحة المعالم وعندما يكون هناك تكتل عند مرحلة تكوين الأزمة فيعمد المتعامل مع الموقف، إلى تصعيد الأزمة لفك هذا التكتل وتقليل ضغط الأزمة.

6- طريقة تفريغ الأزمة من مضمونها:
وهي من أنجح الطرق المستخدمة حيث يكون لكل أزمة مضمون معين قد يكون سياسيا أو اجتماعيا أو دينيا أو اقتصاديا أو ثقافياً أو إدارياً وغيرها، ومهمة المدير هي إفقاد الأزمة لهويتها ومضمونها وبالتالي فقدان قوة الضغط لدى قوى الأزمة،
ومن طرقها الشائعة:a. التحالفات المؤقتة
b. الاعتراف الجزئي بالأزمة ثم إنكارها.
c. تزعم الضغط الأزموي ثم توجيهه بعيدا عن الهدف الأصلي.

7- طريقة تفتيت الأزمات:
وهي الأفضل إذا كانت الأزمات شديدة وخطرة وتعتمد هذه الطريقة على دراسة جميع جوانب الأزمة لمعرفة القوى المشكلة لتحالفات الأزمة وتحديد إطار المصالح المتضاربة والمنافع المحتملة لأعضاء هذه التحالفات ومن ثم ضربها من خلال إيجاد زعامات مفتعلة وإيجاد مكاسب لهذه الاتجاهات متعارضة مع استمرار التحالفات الأزموية، وهكذا تتحول الأزمة الكبرى إلى أزمات صغيرة مفتتة.
8- طريقة تدمير الأزمة ذاتياً وتفجيرها من الداخل:
وهي من أصعب الطرق غير التقليدية للتعامل مع الأزمات ويطلق عليها طريقة (المواجهة العنيفة) أو الصدام المباشر وغالبا ما تستخدم في حالة عدم توفر المعلومات وهذا مكمن خطورتها وتستخدم في حالة التيقن من عدم وجود البديل، ويتم التعامل مع هذه الأزمة على النحو التالي:
a. ضرب الأزمة بشدة من جوانبها الضعيفة.
b. استقطاب بعض عناصر التحريك والدفع للأزمة
c. تصفية العناصر القائدة للأزمة 
d. إيجاد قادة جدد أكثر تفهما 

9- طريقة الوفرة الوهمية:
وهي تستخدم الأسلوب النفسي للتغطية على الأزمة كما في حالات فقدان المواد التموينية حيث يراعي متخذ القرار توفر هذه المواد للسيطرة على الأزمة ولو مؤقتاً.

10- احتواء وتحويل مسار الأزمة:
وتستخدم مع الأزمات بالغة العنف والتي لا يمكن وقف تصاعدها وهنا يتم تحويل الأزمة إلى مسارات بديلة ويتم احتواء الأزمة عن طريق استيعاب نتائجها والرضوخ لها والاعتراف بأسبابها ثم التغلب عليها ومعالجة إفرازاتها ونتائجها، بالشكل الذي يؤدي إلى التقليل من أخطارها.

عوامل النجاح في إدارة الأزمات
تتمثل عوامل النجاح في إدارة الأزمات في:

إيجاد وتطوير نظام إداري مختص يمكّن المنظمة من التعرف على المشكلات وتحليلها ووضع الحلول لها بالتنسيق مع الكفاءات المختصة.
العمل على جعل التخطيط للأزمات جزءًا هامًا من التخطيط الاستراتيجي.
ضرورة عقد البرامج التدريبية وورش العمل للموظفين في مجال إدارة الأزمات.
ضرورة التقييم والمراجعة الدورية لخطط إدارة الأزمات واختبارها تحت ظروف مشابهة لحالات الأزمات وبالتالي يتعلم الأفراد العمل تحت الضغوط.
التأكيد على أهمية وجود نظام فعّال للإنذار المبكر.

أساليب تجنب وقوع الأزمات:

1- تكوين فريق إدارة الأزمات:
يتكون الفريق من عدد من الأشخاص يمثل كل واحد قسما من أقسام الشركة ليكون الفريق متكاملاً ويغطى كل الجوانب ويتكون على سبيل المثال من 
( أخصائى مالى – أخصائى قانونى – أخصائى علاقات عامه أو تسويق – أخصائى فنى – أخصائى موارد بشرية – المدير أو نائب المدير كرئيس للفريق )
2- تلقى الإشارات المبكرة للأزمة :
كل أزمة لها بوادرها التى تنبىء بقرب حدوثها ولابد للشركة من الانتباه جيدا لهذه البوادر حيث أن التغاضي عنها يصعب من عمليه الحل ويؤدى إلى خسائر طائلة فى الأفراد والممتلكات ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل لابد للشركة من أن تحدد حد أدنى للخطر يجب التحرك عند الوصول إليه.
3- لابد من وضع نظام متكامل للشركة :
النظام وسياسة الشركة يساعدان فى تقليل نسبة الأزمات فهو يحدد كل شىء وبدقة ويرسم إطار دقيق لجميع العمليات التي تتم فى الشركة وبالتالى يقلل من عمليات الاحتكاك والصراعات بين الموظفين.
كما يجب أن يكون هناك تحليل وتقييم للشركة كل سنة لتحديد المخاطر والفرص وقياس أداء الموظفين ودرجة رضاهم وتقييم التدريب ومناقشة نظم الشركة وقوانينها.
4- تدريب الموظفين على إدارة الأزمة :
لا يقتصر دور الشركة في إدارة الأزمات على تكوين فريق إدارة الأزمات بل لابد من أن يكون هناك استعداد مسبق وتجارب افتراضيه للأزمات لتدريب الموظفين على حسن التصرف في حالة حدوث الأزمة وأفضل الأمثلة على ذلك الإدارات العسكرية فهى تقوم بهذا الفعل على خير وجه فهناك المناورات الحربية لاختبار القوات واختبار أنواع الأسلحة الجديدة وتدريب الجنود على استخدامها.

المصادر:
مركز المستقبل للبحوث والدراسات/ على أحمد فارس
• مجلة الجزيرة / إدارة الأزمات..الفن الصعب
• د. ابراهيم كتبي/ جريدة المدينة، من مقال بعنوان "إدارة الأزمات.. ثقافة حضارية لا يجيدها كثيرون"
مراجعة وتعديل فريق صن رايز

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Recent Posts