الإدمان السلوكي
تشير الدكتورة رحيّم إلى أنّ «الطبّ النفسيّ لا يزال يدرس حالات الإدامن السلوكيّ والتصرّفي، كونه متعدّد الأوجه. ولعلّ أبرز أسباب إدمان القمار، أي الميسر، هي جينيّة وبيئية لسهولة اللعب في أماكن عديدة، كما تعاني منها الشخصيات المرضية المصابة بمرض ذي القطبين. أمّا إدمان التسوّق، فتعاني منه النساء عموماً والشخصيات الهمشية والهستيرية التي تشعر بفراغ كبير وتحاول سدّه بشيء آخر، فتشعر بحاجة ماسة إلى الشراء، فتخطّط وتذهب ساعات عديدة للتسوّق بمفردها، لتشعر بإرتياح سريع وبعده بالندم لانفاق المال، فتهب ما إشترته أو لا تستعمله حتى.
من جهة أخرى، إنّ إدمان الإنترنت لا يزال حديثاً ومن المرجّح أن تنصاع إليه شخصيات لا حياة إجتماعية لها، وتعاني من كآبة. ينتج عن ذلك تزايد عدد الساعات التي يمضيها المرء على الإنترنت يومياً،
من جهة أخرى، إنّ إدمان الإنترنت لا يزال حديثاً ومن المرجّح أن تنصاع إليه شخصيات لا حياة إجتماعية لها، وتعاني من كآبة. ينتج عن ذلك تزايد عدد الساعات التي يمضيها المرء على الإنترنت يومياً،
مما يؤدي إلى الإنعزال عن العائلة وقطع أواصر الصلة مع المجتمع.
وإدمان التلفزيون مشابه وإن كان إدمان الإنترنت أكثر تشعّباً وخطورة». يبقى أنّ الإدمان الجنسيّ يُفسّر بكون المرء يحتاج إلى إقامة أكثر من علاقة مع أكثر من شخص في الفترة نفسها، كما يحتاج إلى اكثر من علاقة يومياً. ويؤثر ذلك سلباً على العلاقة مع الشريك حيث تظهر الخيانة، كما يتأثر العمل والعلاقات الإجتماعية، ناهيك بالمشاكل الصحية والأمراض التي يمكن أن يلتقطها.
أعراض الإدمان السلوكي
يتأثر المدمن سلباً من جميع النواحي، إذ تضعف علاقاته العائلية وتنقطع صلته بالمجتمع وتتراجع إنتاجيّته ويتهدّد عمله، كما ينعكس ذلك سلباً على الحالة الإقتصادية المادية، خاصة إثر إدمان القمار أو التسوّق.
علاجات متنوّعة
إذا كان مسبّب الإدمان هو حالة مرضيّة، فيجب معالجتها بادئ ذي بدء. بعدها، كلّ العلاجات متشابهة إلى حدّ ما. تقول رحيّم: «لعلاج إدمان المخدّرات، يتمّ الفطام داخل المستشفى عبر إعطاء مواد خاصة كي ينام المدمن ولا ينفعل، كما يتمّ تنظيف الجسم من دون خلق ردّات فعل وجسدية سلبية، ثم يُحال المرء إلى مركز إعادة تاهيل. أمّا لمدمن الكحول، فيكون الفطام دقيقاً منعاً للتسبّب بحالات صرع دماغية. كما تجرى في المستشفى فحوص للجسم والكبد خاصةً، ثم يُحال لإعادة التأهيل. ويبقى أنّ مدمن المهدئات يخضع أيضاً لمرحلة الفطام في المستشفى لكن لا وجود لإعادة تأهيل، بل يتمّ العمل مع معالج نفسيّ Psychotherapist لتخطّي المشكلة». ويعطى المدمن أنواع مواد خاصة، تخفّف من الرغبة في الشرب وتعاطي المخدّرات كعلاج مكمّل. وأمّا العلاج للإدمان السلوكي، فيكون عبر إعطاء أدوية تخفّف الإندفاعيّة وسرعة اللجوء إلى السلوك الإدماني. كما يمكن وصف أدوية مضادة للإكتئاب. ويجب متابعة العلاج مع المعالج النفسيّ.
وقاية ضدّ الإدمان
ترى الدكتورة رحيّم أنّه «يجب معالجة أيّ مشكلة نفسيّة قبل تفاقمها كي لا تتحوّل إدماناً. كما يجب الإمتناع عن أيّ سلوك منافٍ للمنطق والصحّة. ويجب ان تتشدّد السلطات في تطبيق القوانين الحازمة ومعاقبة المخلّين بالنظام. ويجب أيضاً تطبيق حملات التوعية والمراقبة الذاتية لأفراد الأسرة في البيت». إذ ضروري أن يساعد بعضنا بعضاً على تخطّي الصعاب ولا يجوز التستّر عن أيّ إدمان لشخص ما، مهما كان الأمر.
حالات إجتماعية
من جهتها، تقول المساعدة الإجتماعية إنّ «الإدمان قد يطال الجميع، في كل المجتمعات، ولا يفرّق بين الأعمار ولا بين الرجال والنساء. ذلك أنّ كلّ فئة عمريّة معرّضة لنوع محدّد من الإدمان. فبينما يلجأ الكبار إلى لعب الميسر أو الإدمان الجنسيّ، يتعرض المراهقون لمعاقرة الخمرة وتعاطي المخدّرات وإدمان الإنترنت. كما أنّ النساء اكثر عُرضة لإدمان التسوّق وإدمان الحبوب المهدّئة، ويكون ذلك بسبب الضغوط العائلية التي يعانينَ منها».
لقد تبيّن أنّ مدمني الهيرويين هم رجال بنسبة 95%، فيما النساء يشكّلن أكثر من 90% من مدمني التسوّق. إنّ المرأة الشرقية عموماً تخضع لضغوط إجتماعية وعائلية كثيرة، وقد تكون ضعيفة في مواجهتها، فتلجأ إلى «تهدئة» نفسها وتأمين الراحة عبر الحبوب والعقاقير والتسوّق. كما أنّ مدمنات الكحول موجودات لكن بشكل مخفيّ، بحيث تكون تشرب وحيدة في المنزل ولا تُظهر مشكلتها للناس، وذلك في محاولة يائسة منها لنسيان سوء معاملة أهلها أو خيانة زوجها مثلاً. أمّا المراهقون، فيشّكلون الفئة العمريّة الأكثر خطورة ودقّة حسب تابت. تقول: «يظنّ المراهق أنّ المخدّر والخمرة يمنحانه القوّة والنشوة والراحة والسيطرة التامة على وضعه. لذلك ينجرف في هذا التيّار.
كما قد يكون السبب هو ضغط الأصدقاء أو معاشرة أشخاص يمشون في الطريق الخاطئ، مما يحتّم على المراهقين ممارسة الأمر نفسه كي ينخرطوا ضمن المجموعة. ناهيك بالأسباب الأخرى وخاصة تفكّك العائلة الذي يدفع بهم إلى ذلك».
كما قد يكون السبب هو ضغط الأصدقاء أو معاشرة أشخاص يمشون في الطريق الخاطئ، مما يحتّم على المراهقين ممارسة الأمر نفسه كي ينخرطوا ضمن المجموعة. ناهيك بالأسباب الأخرى وخاصة تفكّك العائلة الذي يدفع بهم إلى ذلك».
وتختم «التوعية ضروريّة لكنها غير كافية. ذلك أنّ التربية العائلية وحتى ضمن المدرسة والمجتمع هي الأهمّ لترسيخ القيم الثابتة عند الإنسان منذ نعومة اظافره. فلا يجوز إهمال الولد منذ الصغر، بل يجب متابعته وإحتضانه ومساعدته كي يكبر ويصبح راشداً واعياً لا ينجرف الى الإدمان الذي يدمّر حياته ويخربها من شتّى النواحي».
You may also Like
GET FREE EMAIL UPDATES
أصدقاء
Popular Posts
-
جامعة 6 أكتوبر: http://www.o6u.edu.eg/ مصروفات الدراسة كلية الطب 46 ألفا و50 جنيه (بشرط ألا يقل الحد الأدنى عن 96%). كلية الفن...
-
مراجعك النهائى لمراكز الكورسات بمصر (تم تجمعيه من مواقع الجامعات مباشرة وبعض مواقع الشبكة) اولا: كورسات نقابة التجاريين بكافة الدورات أضغظ...
-
يعتبر موقع أليسون من أهم مواقع المجانية للتعليم عن بعد ويقدم كورسات تفاعلية و مادتها العلمية تفوق الممتازة بمراحل بدء من اللغة الانجليزية، ...
-
بدأ من فترة التقديم لبرنامج ال 9 شهور المقدم من معهد ITI التابع لوزارة الاتصالات وهي عبارة عن منحة مُقسمة على ثلاث مراحل وهى:
-
الدراسة في الجامعات والمنح الدراسية لطلبة الإعدادية وطلبة الماجستير والدكتوراه والتقديم للجامعات الامريكية والبريطانية والحصول على المنح ا...
إرسال تعليق